(4) إطاعة الله وإطاعة الرسول
موضوع هذه الحلقة هو عن إطاعة الله وإطاعة الرسول. لقد فصل علماء الأمة الإسلامية طاعة الله عزَّ وجلّ عن طاعة رسولِهِ الكريم محمد عليه السلام بقولهم الباطل أن إطاعة الله تكون في حفظ القرءان وتلاوته فقط، أما إطاعة الرسول فتكون في الإيمان وفهم وتطبيق سنة محمد عليه السلام من خلال كتب الأحاديث والسيرة إلخ.... وكذلك قالوا بأن إطاعة أولي الأمر تكون من خلال اتباعنا لأقوال الصحابة ومشايخ الأمة الإسلامية.
أولاً، إذا قرأنا القرءان لا نجد فيه ولا حتّى آية واحدة تحدِّثتا عن سنة خاصة بمحمد بل نجد فيه سنة واحدة فقط ألا وهي سنة الله تعالى الّتي أرسلها لجميع أنبيائِهِ ورُسُلِهِ.
ثانيًا، إذا قرأنا جميع آيات القرءان عن إطاعة الله وإطاعة الرسول لا نجد فيها أي معنى له علاقة بإطاعة الرسول محمد في سُنَّتِهِ، ولا نجد في تلك الآيات إلاّ معنى واحد أي طاعة واحدة لله وللرسول ولأولي الأمر الّذين هم أولي الكتاب أي المؤمنين حقًا الّذين لا يؤمنون إلاّ بالقرءان فقط. هذه الطاعة الواحدة لله وللرسول ولأولي الأمر لا تكون إلاّ يإيماننا واتباعنا وتطبيقنا لجميع ما أمرنا الله به في القرءان.
ثالثًا، إن شهادة وقول الرسول محمد عليه السلام لِرَبِّهِ عن قومه في يوم القيامة في نَصّ آية 30 من سورة الفرقان والّتي تقول "وقال الرسول يا ربِّ إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورًا" تؤكد لنا أن محمد عليه السلام بريء أمام الله عز وجل من هذه السنة الكاذبة، وإن آية 30 من سورة الفرقان تؤكد أيضًا ما حدث بعد وفاة الرسول محمد وما زال يحدث في زمننا إلى يوم القيامة على أن أمة محمد هجرت سنة الله أي القرءان واتبعت سنة محمد المزعومة، بمعنى أصح إن أمة محمد هجرت القرءان أي لم تتبع وتطبق تعاليم الله في حياتها لأنها اتبعت سنة محمد المزعومة الّتي ما أنزل الله بها من سلطان، والّتي تبرّأ منها الرسول محمد أمام الله في يوم القيامة كما رأينا في آية 30 من سورة الفرقان.
رابعًا، إن آية 30 من سورة الفرقان تعطينا الدليل القاطع على أن الرسول محمد عليه السلام لم يؤمن إلاّ بالقرءان الكريم ولم يُبَلِّغ للناس إلاّ هذا القرءان الكريم فقط.